الأدب الإسلامي

 

أُمَّتِي أَوْلَى بِهَا

مع التحية إلى كل عمل خيري في عالمنا الإسلامي ..

 

 

عبد الرحمن صالح العشماوي

  

 

  

 

 

مَنْ سَمَا رُوحاً سَمَا فضلاً وقَدْرَا

وغَدَا أحْسَنَ بينَ النَّاسِ ذِكْرَا

يطمسُ الليلُ بِقَاعَ الأرضِ ؛ لكنَّ

ما مَحَا نجْماً ولا أغْطَشَ بَدْرَا

طاقةُ الإنسانِ كَنْزٌ، مَنْ رَعَاهَا

قرَّبَ الأبعدَ واستسهلَ وَعْرَا

طاقةٌ بنَّاءةٌ في الأرضِ لمَّا

تجعلِ القوَّةَ طُغْياناً وقَهْرَا

أُمَّتِي أَوْلَى بِها، لَوْلا ارتكاسٌ

جَعَلَ المليارَ في الميزانِ صفْرَا

أُمَّةَ الإسلامِ، ما زالَتْ خُطَانَا

خَطوةً تمشي لكيْ تَرْجِعَ عَشْرَا

نَتَرَاخَى في زمانِ مَنْ تَرَاخَى

فيهِ أرْخَى دُونَهُ الباطلُ سِتْرَا

مَن بَنَى قَصْرًا على طينٍ و وحلٍ

فَسَيَفْنَى قبلَ أن يَسْكُنَ قَصْرَا

فلماذا نترُكُ الناسَ تُلاقِي

أوْجُهاً مَسْكُونَةً بالظُّلْمِ غَبْرَا؟!

جَوَّعُوا شَعْبَ فلسطينَ جَهَارًا

وأَرَوْنَا في عراقِ المجدِ نُكْرَا

نَصَّرُوا بالخُبْزِ والماءِ جِياعاً

أيُّ خيرٍ يَمْنَحُ الجائعَ كُفْرَا؟!

اسْأَلُوا إفريقيا عنهم: لماذا

أصبحَ المسكينُ باللُّقْمَةِ يُشْرَى؟!

أينَ فِعْلُ الخيرِ من قُرْصِ دَوَاءَ

يجْبِرُ المرضى على التَّنصيرِ جَبْرَا؟!

كم فتاةٍ رَجَعَتْ بالخُبْزِ ؛ لكنْ

ثـَـيِّباً عادَتْ، وكانتْ قبلُ بِكْرَا

شرُّ حالاتِ بَنِي الإنسانِ ظُلْماً

واعتَداءً أنْ يكونَ القلبُ صَخْرَا

سَلَبَ الظُّلْمُ حُقوقَ الناسِ حتَّى

أصبحتْ كُبرى أمانِي الناسِ صُغْرَى

سَلَبُونَا عملَ الخيرِ وسدُّوا

بابَهُ سِدّا وقالُوا عنهُ هُجْرَا

كانَ نَهْراً جارياً، كيفَ رَضِينَا

منْ عدوِّ الله أنْ يُوَقِفَ نَهْرَا؟!

كانتِ الأرضُ به بُستانَ خَيْرٍ

كيفَ نَرْضَى أن نَرَى البُستانَ قَفْرَا؟!

حرَّكُوا دوَّامةَ الإِرْهَابِ فينا

كذْبَةً في سَاحَةِ الإِرْجَافِ كُبْرَى

قَلَبُوا وكُلَّ المَوَازِينِ فصَارَتْ

قطرةُ الماءِ مَعَ التَّضْلِيلِ بَحْرَا

أَمِنَ الإرهابِ أنْ نَمْنَحَ طِفْلاً

قَلَماً في طَلَبِ العِلْمِ وحِبْرَا؟!

أَمِنَ الإرهابِ أن نُؤْوِي شُعوباً

شرَّدَتْها الحَرْبُ أو نَحْفِرَ بِئْرَا؟!

أُمَّةَ الإِسلامِ، ما نَادَاكِ إلاَّ

نَبْضُ قلب صادقٍ يَخْفِقُ شُكْرَا

أنا لم أكْتُبْ لكِ الشِّعْرَ ولكنْ

كَتَبَتْنِي لَوْعَةُ الوجْدانِ شِعْرَا

أُمَّتِي لا تَيْأَسِي؛ فالعُسْرُ يَأْتِي

بعدَهُ اليُسْرُ الذي يَطْرَدُ عُسْرَا

يَقْرُبُ اللهُ من الإنسانِ بَاعاً

وذراعاً حينَما يَقْرُبُ شِبْرَا

أُمَّةَ الإسلامِ يا أَجْمَلَ عَزْفٍ

في قَوَافِي الشِّعْرِ يا أجْمَلَ ذِكْرَى

حقُّ هذا العَالَم المسكينِ منَّا

أنْ نَزُفَّ الخيرَ والإِحسانَ بُشْرَى

عندَنا النَّبْعُ الذي يَعْزِفُ ماءً

عندَنا الروضُ الذي يَنْشُرُ عِطْرَا

عندَنا الأرضُ التي تَضْحَكُ خِصْباً

عندَنا النخلُ الذي يَمْنَحُ تَمْرَا

عندَنا الإسلامُ هَدْياً ويقيناً

يَرْتَقِي بالناسِ أخلاقاً وفِكْرَا

عندَنا الإسلامُ عَدْلاً وسلاماً

وإخَاءً صادقاً يَشْرَحُ صدْرَا

فلماَذا يُرْجِفُ الباغِي علينا؟!

ولماذا نُهْدِرُ الأوْقَاتِ هَدْرَا؟!

يا صِرَاعَ الحقِّ والباطلِ إنَّا

لَنَرَى عِزًا لنا فيكَ ونَصْرَا

رُبَّما يَحْتَدِمُ الليلُ ؛ ولكنْ

هوَ لا يَسْطِيعُ أنْ يَحْجُبَ فَجْرَا

*  *  *

 

من مأثورات الدعاء

        * عن علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها شكت ما تلقي في يدها من الوحي .. فأتت النبي تسأله خادماً فلم تجده ، فذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها .. فلما أخبرته جاءنا النبي وقد أخذنا مضاجعنا فذهبتُ أقوم فقال : مكانك فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال: ألا أدلكما على ماهو خير لكما من خادم إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما.. فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا ثلاثاً وثلاثين.. فهذا خير لكما من خادم .

        * وعن حفصة رضي الله عنها أن النبي كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ويقول ثلاث مرات >اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك<.

        * وعن أبي الأزهر الأنماري رضي الله عنه أن رسول الله كان أذا أخذ مضجعه من الليل قال: >باسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفرلي ذنبي واخسأ شيطاني وفك رهاني واجعلني في الملأ الأعلى ..<

 

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ربيع الثاني 1428هـ = مايو  2007م ، العـدد : 4  ، السنـة : 31.